ملاك .. في زمــن الطــغاة .. بــقلـمي

الـــ،ــسًلاًمً عًلًيًـًــكًمً ..
ملاك .. في زمــن الطــغاة ..
لا زلـــت أذكر إبتسامتــها البريــئة , نظراتــها الشغوفة , حليــمة خادمـة الجيران
التي شاء لــها القدر وإختار لـها نصيــبها العمـل في هـذا البيت المشؤوم , بعــد ما آلــت إليــه الأمور ,
فأمــها توفــيت من حسرتــها على سوء مأكلــها و ملـبســها و تعاسـة حياة اولادهــا ,
و الأب مسكيــن غـــير قادر على رعاية الأبناء لوحــده , فلــم يجد أمامه إلا تشغيــلهم ليبرئ دمــته
و يزيح و لو حملا بسيــطا عن كاهــله .
حليــمة المسكيــنة ,. لم تجد نفــسها إلا في بيت تسيـطر عليـه روح الكئابة و الغضـب ,
فسوء معاملــة ربــته لــها , و إستغلالــها من طرف الزوج و الأبناء كان ثقــلا عليــها ,
فصغر ســنهـا لا يخولـها لتحمـل هــذا العبئ بمفردهــا و كرامتـها ساميـة فوق كـل إعتبــار .

لا زلــت أرى إرتســامات الأمل على شفــتيها , و هي تتطلــع لغد أفــضل , راجيـة يومـا جديدا ,
ورديـــا , تاركة وراءهــا حياة البؤس و الشــقاء .
عمــرهــا إثني عشــر ربيــعاَ , لكــنها نالــت من الزمن ما لم ينلــه كبار الســن و الشيوخ ,
فقسوتــه عليــها ربــت في نفســها عزيمة قويــة , صلــبة , صلابة الفولاذ , لــكن بالرغم من ذلــك
طيــبتــها ســلسة ناعمـة , هادئــة , تختزن بيــن ثناياها روعة الإحساس , و غنى الروح , و سموها
عن أي شائــبة كانــت .
اليــوم و بعــد عشريـن ســنة , سنون طويــلة مضــت , لــكن صورتـها لا تزال محفورة في مخيلــي
و لن تفارقــها ما حييــت , فقــد جســدت لي طوال حياتــي :
- المثال الأعلى في صبرهــا
- القدوة في طموحــها و تطلــعهــا للأفضل
- و مرهــفة الإحساس في نظراتـها
..و كلي امــل أن يجود عليــها الزمن بــما بخــلت عليها بـه طفولــتــها ..

قصـ] مقــتبسة من الواقــع [ــة
لــ بــقلمي ــكن ...

شكـــــــــراً أخـــــــــتي علـــــــــى القصــــــــــــــة
جـــــــزاك اللــــــــــه ألـــــــــف خـــــــــــــــــــــــــير
تحــــــــــــــــــــــــــــــــياتــــــــــــــــــــــــــــيي..!!!

كلماتــ فيــ قمهــ الروعهــ والجمالـــ
سلمتيــ ودمتيــ ياغاليهــ
تقبليــ مروريـــــ